التهابُ الكبد
hepatitis عن الإصابة بعدوى فيروسيَّة viral infection أو ضرر بسبب تناول الكحول عادةً. توجد عدَّةُ أنواعٍ مختلفة من التهاب الكبد. تشفى الإصابةُ ببعض أنواع التهاب الكبد دون حدوث مشاكل خطيرة، بينما قد تستمرُّ الإصابةُ ببعضها الآخر فترةً زمنيَّة طويلة (مزمنة)، مسبِّبةً تندُّباً scarring في الكبد (تشمُّع الكبد cirrhosis) أو فقداً للوظيفة الكبديَّة، أو سرطانَ الكبد في بعض الحالات. أعراض التهاب الكبد لا تظهر أعراضٌ عندَ الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الحاد غالباً، لذلك فقد لا يعرفُ الشخصُ أنَّه أُصيبَ بهذا المرض. أما إذا ظهرت الأعراض، فإنَّها قد تتضمَّن ما يلي: ألم في العضلات والمفاصل. ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمَّى fever) إلى 38 درجة مئوية أو أكثر. الغثيان. الشعور بتعب دائم غير معتاد. شعور عام بالتوعُّك. فقدان أو نقص الشهية. ألم في البطن. تحوُّل لون البول إلى الداكن. تحوُّل لون البراز إلى رمادي شاحب. حكَّة في الجلد. الإصابة باليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين). ينبغي مراجعةُ الطبيب عند المعاناة من أعراضٍ مستمرَّة أو مزعجة يُعتَقدُ أنَّها قد تكون ناجمةً عن التهاب الكبد. كما قد لا تظهرُ أعراضٌ واضحةٌ عند الشخص المصاب بالتهاب الكبد المزمن حتى توقُّف الكبد عن العمل بشكلٍ صحيح (فشل كبدي liver failure)، والذي يمكن أن يُكتَشفَ في أثناء إجراء اختبارات دمويَّة. قد يؤدِّي التهابُ الكبد في مراحل لاحقة او متأخِّرة إلى الإصابة باليرقان jaundice وتورُّم في الساقين والكاحلين والقدمين والتخليط الذهني وظهور دم في البراز أو في القيء. التهاب الكبد أ ينجم التهابُ الكبد أ A hepatitis عن العدوى بفيروس التهاب الكبد الفيروسي أ hepatitis A virus؛ حيث ينتقل هذا الفيروسُ عن طريق تناول طعامٍ أو شرابٍ ملوَّثٍ ببراز شخصٍ مصاب عادةً، ويكون انتشارُ الإصابة بهذا الالتهاب شائعاً في البلدان التي لا يتوفَّر فيها الصرفُ الصحي الجيِّد. يشفى المصاب بالتهاب الكبد الفيروسي A خلال بضعة أشهرٍ عادةً، رغم أنَّه قد يكون في بعض الأحيان شديداً بل ومهدِّداً للحياة. ولا يوجد علاجٌ نوعيٌّ لهذا الالتهاب، حيث يقتصر العلاجُ على تخفيف الأعراض كالألم والغثيان والحكَّة. يُستحسنُ استعمالُ لقاح التهاب الكبد A قبلَ السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، مثل شبه القارة الهندية وأفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والشرق الأقصى وأوروبا الشرقية. التهاب الكبد البائي ينجم التهابُ الكبد البائي hepatitis عن العدوى بفيروس التهاب الكبد بي hepatitis B virus، والذي يوجد في دم الشخص المصاب بالعدوى. يُعَدُّ التهابُ الكبد البائي من حالات العدوى المنتشرة في أرجاء العالم، وهو ينتقل من الأمِّ الحامل المصابة بالعدوى إلى جنينها، أو عند تعامل الأطفال مع بعضهم بعضاً. كما يمكن في حالاتٍ نادرة أن ينتقلَ من خلال الجِماع مع شخص مصاب، ومن خلال استعمال المخدرات عن طريق الحقن. يستطيع معظمُ البالغين المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي بي مكافحةَ الفيروس والشفاء الكامل من العدوى خلال شهرين. لكنَّ معظمَ الذين أُصِيبوا بالعدوى وهم أطفال يُصابون بعدوى طويلة الأمد. وهذا ما يُعرَفُ بالتهاب الكبد الفيروسي بي المزمن chronic hepatitis B، والذي قد تؤدي الإصابة به إلى حدوث تشمُّع في الكبد cirrhosis وسرطان الكبد liver cancer. يُستحسَن أن يستعملُ المُعرَّضون للخطر اللقاحَ المضادّ لالتهاب الكبد الفيروسي بي، كالعاملين في مجال الرعاية الصحِّية والأشخاص الذين يتعرَّضون للحُقَن بعقاقير غير مرخَّصة والأشخاص الذين يُسافرون إلى مناطق تكون الإصابةُ بهذه الحالة شائعة فيها. التهاب الكبد سي ينجم التهابُ الكبد سي hepatitis C عن العدوى بفيروس التهاب الكبد سي hepatitis C virus، وهو النوعُ الأكثر شيوعاً في المملكة المتحدة مثلاً. وينتقل من خلال التعرُّض لدم شخصٍ مصابٍ بالعدوى عادةً. ومن الشائع أن ينتشرَ هذا الالتهاب في بعض البلدان من خلال التشارك في استعمال الإبر التي تُستَعملُ لحقن المخدرات. وتُعدُّ الممارسات الصحِّية السيئة والاستعمال غير الآمن للإبر الطبية الوسيلتين الرئيسيتين لانتشار هذه العدوى. لا يُسبِّبُ التهابُ الكبد الفيروسي سي ظهور أيَّة أعراض غالباً، أو تقتصر الأعراضُ على أعراضٍ شبيهةٍ بأعراض الإصابة بالأنفلونزا، لذلك لا يُدركُ الكثيرُ من الأشخاص أنَّهم مصابون بالعدوى. يستطيع حوالي 25% من المصابين بهذا الالتهاب مكافحة العدوى، وتصبح أجسامهم خاليةً من الفيروس. بينما تبقى الفيروساتُ في أجسام الحالات المتبقيَّة عدَّةَ سنوات. وتُعرَفُ هذه الحالةُ بالتهاب الكبد الفيروسي سي المزمن chronic hepatitis C الذي قد يؤدِّي إلى حدوث تشمُّع في الكبد cirrhosis وفشل كبدي liver failure. يمكن معالجةُ التهاب الكبد الفيروسي سي المزمن باستعمال أدوية مضادَّةٍ للفيروسات شديدة الفعالية، إلاَّ أنَّه لا تتوفَّر لقاحاتٌ لهذا النوع من التهاب الكبد. التهاب الكبد دي ينجم التهابُ الكبد دي أو دِلتا hepatitis D عن العدوى بفيروس التهاب الكبد دي hepatitis D virus. وهو يُصيبُ الأشخاصَ الذين شُخِّصَت إصابتُهم حديثاً بعدوى فيروس التهاب الكبد بي، ذلك أنّ وجودَ فيروس التهاب الكبد بي في الجسم ضروريّ لبقاء فيروس التهاب الكبد دي حيَّاً. يحدث التهابُ الكبد دي من خلال التعرُّض لدم شخص مصاب بالعدوى أو من خلال الاتصال الجنسي عادةً. ولا تُعَدُّ هذه الحالةُ من الحالات الشائعة في المملكة المتحدة مثلاً، ولكنَّها أكثر انتشاراً في أجزاءٍ أخرى من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. قد تؤدِّي العدوى طويلة الأمد بالتهاب الكبد دي والتهاب الكبد بي إلى زيادة فرص حدوث مشاكل خطيرة، مثل تشمُّع الكبد وسرطان الكبد. ليس هناك لقاحٌ نوعي لالتهاب الكبد دي، ولكنَّ لقاحَ التهاب الكبد بي قد يساعد على الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد دي. التهاب الكبد إي (هـ) ينجم التهابُ الكبد إي hepatitis E عن العدوى بفيروس التهاب الكبد الفيروسي إي hepatitis E virus. وتحدث هذه العدوى من خلال تناول الأطعمة والأشربة الملوَّثة ببراز شخصٍ مصابٍ بهذا الفيروس عادةً. وهو يُعدُّ السببَ الأكثر شيوعاً لالتهاب الكبد الحاد في المملكة المتحدة في بعض البلدان. يُعدُّ التهابُ الكبد إي من حالات العدوى البسيطة وقصيرة الأجل التي لا تحتاج إلى علاج بشكلٍ عام، ولكنَّه قد يكون خطيراً عند عددٍ قليلٍ من الأشخاص. وقد يصبح هذا الالتهابُ مزمناً عندَ تَثبيط الجهاز المناعي للأشخاص الذين أُجريت لهم عمليات زرع أعضاء. لا يتوفَّر لقاح لالتهاب الكبد إي، ولكن يمكن تقليلُ المخاطر من خلال الحرص على تناول الطعام الجيِّد وشرب المياه النظيفة، وخصوصاً عندَ السفر إلى أجزاءٍ من العالم تفتقر إلى الصرف الصحي الجيد. التهاب الكبد الكحولي التهابُ الكبد الكحولي alcoholic hepatitis هو أحدُ أنواع التهاب الكبد الناجمة عن تناول كميَّات كبيرة من الكحول على مدى عدَّة سنوات. تُعدُّ هذه الحالةُ من الحالات الشائعة في بعض البلدان، ولا يُدركُ الكثيرُ من الأشخاص أنهم مصابون به لأنَّه لا يُسبِّبُ ظهورَ أيَّة أعراضٍ عادةً، رغم أنَّه قد يُسبِّبُ ظهور إصابةٍ مفاجئةٍ باليرقان وبالفشل الكبدي عندَ بعض الأشخاص. يسمح التوقُّفُ عن تناول الكحول بتعافي الكبد عادةً، ولكنَّ الاستمرارَ في تناول الكحول بشكلٍ مفرط يزيد من خطر حدوث تشمُّعٍ وفشلٍ كبدي أو سرطان الكبد. يمكن تقليلُ مخاطر الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي من خلال الامتناع عن الكحول. التهاب الكبد المناعي الذاتي يُعدُّ التهابُ الكبد المناعي الذاتي autoimmune hepatitis من الأسباب النادرة للإصابة بالتهاب الكبد طويل الأمد، حيث يهاجم جهازُ المناعة الكبدَ، ممَّا يؤدي إلى تضرُّره. قد تصل إصابةُ الكبد إلى درجة توقُّفه عن العمل بشكلٍ صحيح في نهاية المطاف. ينطوي علاجُ التهاب الكبد المناعي الذاتي على استعمال أدويةٍ شديدة الفعالية تكبح جهازَ المناعة، وتُقلِّلُ من شدَّة الالتهاب. ما زال سببُ حدوث التهاب الكبد المناعي الذاتي مجهولاً، ومن غير المعروف ما الذي يجب القيامُ به للوقاية من حدوث الإصابة بهذا الحالة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.